أشخاص غير مرئيين النساء والفتيات ذوات الإعاقة والوصول إلى مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية في الضفة الغربية وقطاع غزة والمخيمات الفلسطينية في لبنان

عماد الصيرفي

تستطلع هذه الدراسة واقع النساء والفتيات ذوات الإعاقة في الضفة الغربية وقطاع غزة والمخيمات الفلسطينية في لبنان بما يتوافق مع سياق العمل على تعزيز التعاطي مع قضايا الإعاقة من منظور حقوقي في المجتمع الفلسطيني. وتركز هذه الدراسة على واقع النساء والفتيات ذوات الإعاقة وتفاعلهن مع منظمات المجتمع المدني، بما فيها المؤسسات المعنية بقضايا الإعاقة والمنظمات النسوية ومؤسسات حقوق الإنسان. وتستند هذه الدراسة في أساسها إلى فهم ضمني يقول بأن هذه المؤسسات تضطلع بدور لا تُخفى أهميته في إفراز التغيير الإيجابي المنشود وتحقيق المساواة لهذه الفئة من فئات المجتمع.

تسعى هذه الدراسة إلى إستعراض مدى إعتراف المؤسسات الحقوقية بقضايا النساء والفتيات ذوات الإعاقة، والطريقة التي تتعاطى بها معهن، وكيف تقيّم هؤلاء النسوة والفتيات المنهج الذي تعتمده تلك المؤسسات في التعاطي معهن. كما تقدم الدراسة التوصيات التي ترمي إلى الإرتقاء بالعلاقة بين المؤسسات الحقوقية والنساء والفتيات ذوات الإعاقة على نحوٍ يعود بالفائدة على المجتمع بكافة شرائحه وأطيافه، وفي الواقع، تمثل الإعاقة قضية مشتركة تقع مسؤولية العناية بها على جميع القطاعات والمؤسسات في المجتمع. ولذلك، ينبغي للمجتمع أن يعترف بالتمييز الذي تجري ممارسته تجاه النساء والفتيات ذوات الإعاقة وإنعدام المساواة تجاههن وأن يعمل على إفراز التغيير الإيجابي المنشود في هذه القضية. وتحتل هذه الدراسة أهمية خاصة لأنها تختبر المواقف القائمة تجاه الإعاقة وتنظر فيها وتدرسّها من الناحية العملية وعلى أرض الواقع. وتتناول هذه الورقة بالتحليل الأدبيات والدراسات المتصلة بقضايا الإعاقة، حيث تستعرض مختلف مفاهيم الإعاقة بصفة عامة، والمفاهيم الرئيسية المرتبطة بالنساء والإعاقة بصفة خاصة. كما تحدد الورقة القضايا العامة بشأن الإعاقة ومواطن القلق والمخاوف المتولِّدة عنها، إلى جانب القضايا التي تمس النساء والفتيات ذوات الإعاقة على وجه الخصوص، فضلًا عن ذلك، تشتمل هذه الدراسة على بحث ميداني أعده فريق العمل بُغية الوصول إلى فهم أعمق وأشمل لآراء الأطراف والمؤسسات المعنية بقضايا النساء والفتيات ذوات الإعاقة والتوجهات التي تعتمدها في التعامل معهن. ويشمل هذا البحث الميداني المقابلات التي أجراها فريق العمل مع مؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات النسوية والمؤسسات العاملة في قضايا الإعاقة. كما شكّل الفريق المجموعات المركزة التي شاركت فيها النساء والفتيات ذوات الإعاقة وأجرى مسحاً ميدانياً يستهدفهن.