تتنوع موضوعات الأبحاث الأكاديميَّة في مركز دراسات التنمية، حيث يتناول كل من هذه الموضوعات مجموعة من القضايا ذات الأهميَّة الكبيرة للمجتمع الفلسطيني والتنمية. يأتي ذلك عبر استخدام مناهج بحث متعددة التخصُّصات تعتمد على وجهات نظر مختلفة مثل الاقتصاد السياسي العالمي، والدراسات الحضريَّة، ودراسات المرأة، والدراسات السياسيَّة، وتسعى كل منها إلى وضع نظريات التنمية ومفاهيمها في تفاعل ونقاش مع الواقع في السياق الفلسطيني. وبالتشديد على أهميَّة العلاقة بين النظريَّة والتطبيق، تُعتَبر أبحاث المركز ذات صلة بالمجتمعات المحليَّة وشبكة عالميَّة من الباحثين والأكاديميين. وبذلك، يُعتبر المركز قوة دافعة لإنتاج الفكر التنموي.
تشمل الموضوعات البحثية في مركز دراسات التنمية ما يلي:
إعادة قراءة نقدية للتنمية
يُنتج المركز دراسات أكاديميَّة تفحص بدقة نماذج وخطابات التنمية السائدة، خاصة تلك التي تم إضفاء الطابع المؤسسيّ عليها في إطار اتفاقيات أوسلو. تبحث هذه الدراسات في إعادة هيكلة الاقتصاد الفلسطيني وإعادة تشكيل السلطة الاجتماعيَّة والسياسيَّة. ومن خلال تحليل العلاقة المتشابكة بين التنمية والاستعمار، نستكشف كيف يحاول الأخير تقويض التنمية وحبسها، كما ونبحث في الطرق المعقَّدة التي تقوم من خلالها المساعدات الدولية، والسياسات النيوليبراليَّة، والتدخلات الإنسانية، وجهود إعادة الإعمار بتشكيل وإعادة تشكيل الحقائق الماديَّة.
تسعى الدراسات الأكاديميَّة التي تمَّ إنتاجها في إطار هذا الموضوع إلى تسليط ضوء جديد على حقيقة أنَّ واقع التنمية الفلسطينيَّة المحليَّة يتم تشكيله أيضاً من خلال السياسات الاقتصاديَّة، والمؤسَّسات، وأنظمة السلطة العالميَّة. في الوقت نفسه، تموضع هذه الدراسات وتكتشف الممارسات الفلسطينيَّة القاعديَّة التحوليَّة للتنمية، وعلاقاتها بالحركات، وتقاليد الفكر والمعرفة المنتَجة في الجنوب العالمي الأوسع.
النساء والتنمية
تبحث هذه الدراسات في تقاطعات التنمية، ونضالات المرأة الفلسطينيَّة اليوميَّة، وظروفها في ظل النظام الأبوي. كما تسعى إلى فهم التحولات في الأدوار الجندريَّة وعلاقات القوة داخل المجتمع الفلسطيني بمرور الوقت فيما يتعلق بالبُنى الاقتصاديَّة المتشابكة والحقائق الاستعماريَّة. إضافة إلى ذلك، تقدِّم الدراسات تحليلاً بنيويَّاً للواقع اليومي للنساء الفلسطينيَّات كما هو متموضع في أنظمة سياسيَّة واقتصاديَّة كليَّة وأشكال استعماريَّة من السلطة تشكِّل تجارب النساء في مجتمعاتهنّ. يفحص مركز دراسات التنمية قضايا مثل كيفيَّة تأثير الاستعمار المستمر للأراضي على تغيير دور النساء الفلسطينيَّات في الزراعة، وكيف أدى ذلك إلى تغيير الأدوار الاقتصادية للنساء والعلاقات بين الجنسين في المجتمعات، وخاصة في المناطق الريفيَّة. كما ندرس أيضاً كيف تؤثر السياسات الاقتصاديَّة للسوق الحرَّة على السلطة الأبويَّة وديناميكيَّات النوع الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني.
التنمية البديلة
تضع هذه الثيمة النقاشات الأكاديميَّة حول التنمية البديلة في تفاعل مع النظريَّات والممارسات الفلسطينيَّة السابقة والحالية. وتبحث هذه الدراسات في مختلف النماذج والمفاهيم المحليَّة للتنمية البديلة التي كانت وما زالت تنتج عن المجتمعات الفلسطينيَّة القاعديَّة، واللجان الشعبيَّة، والمثقَّفين، والحركات الاجتماعيَّة، والمنظَّمات النسوية. نسعى إلى دراسة، وتنظير، والبناء على المعرفة الفلسطينيَّة المحليَّة وممارسات التنمية البديلة التي سعت إلى بناء اقتصاد مقاوِم وخلق أنماط مجتمعيَّة من الاعتماد على الذات والثبات على الأرض من خلال تشجيع أساليب الإنتاج، مثل التعاونيات. كما يفحص المركز ويموضع مفاهيم وممارسات التنمية الفلسطينيَّة في سياق الجنوب العالمي الأوسع نطاقاً، ويستكشف كيفيَّة استعارة المعارف، والخطاب، ونماذج التنمية البديلة ومشاركتها ونقلها عبر هذه المناطق الجغرافيَّة. كما تسعى هذه الدراسات إلى التعلُّم من المفاهيم الفلسطينيَّة، مثل التنمية من أجل التحرّر، مع النظر في كيفيَّة انتقال الخطاب من مواقع أخرى في الجنوب العالمي إلى فلسطين، مثل مفهوم السيادة على الغذاء.
المستقبَل السياسيّ والاقتصادي
أجرى مركز دراسات التنمية عدداً من الدراسات التي تبحث في بدائل مستقبلية محتملة. ونفَّذ المركز مشروع بحث واسع النطاق حول بدائل التقسيم، وحلل البحث الآثار السياسيَّة، والاقتصاديَّة، والقانونيَّة، والإقليميَّة لتجاوز حل الدولتين ونموذج أوسلو الفاشل. وفحصت هذه الدراسات نماذج وأطر أخرى متجذرة في توجهات العدالة الاجتماعيَّة والقادرة على تعزيز ضرورات إنهاء الاستعمار، مثل حل الدولة الواحدة. كما يعمل المركز أيضاً على مشروع بحثي أرشيفيّ يسترجع كتابات ونصوصاً سياسية لمنظمة التحرير الفلسطينيَّة، وتحدد هذه الكتابات النظريات السياسيَّة والاقتصاديَّة للمنظَّمة ورؤى التحول، كما هو موضَّح في الحوار مع الحركات والنضالات الأخرى في جميع أنحاء العالم. تعكس هذه النصوص الأوليَّة رؤية منظَّمة التحرير الفلسطينيَّة لمستقبل سياسي واقتصادي مختلف. وستخدم النصوص السياسيَّة كأساس لعدد من الأوراق الأكاديميَّة وستُستخدَم أيضاً في نقاشات قاعديَّة مع شباب/ شابات فلسطينيين/ات لإثراء فهمهم/نّ للطيف الواسع للنظريات الفلسطينيَّة للتنمية السياسيَّة والاقتصاديَّة التي يمكن أن تكون أساساً لهم لصياغة رؤاهم البديلة الخاصة.