اعداد: مركز دراسات التنمية
غطي تقرير التنمية البشرية في فلسطين العامين 2003 و2004، العديد من التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتي حملت في ثناياها مشهَّدين متناقضين: تمثل الأول منهما في تدمير ممنهج وتدهور شديد على شتى الصعد، وقد تشكلت ملامح هذا المشهد بشكل رئيسي نتيجة إجراءات الإحتلال وساعدت عليه الإختلالات البنيَّوية الداخلية على صعيد الفعل السياسي والمؤسسي الفلسطيني. وفي مقابل ذلك، وعلى النقيض منه، كان هناك المشهد الثاني الذي تمثل في الأمل والصمود والإستمرار. وقد تكّرس هذا المشهد نتيجة تجربة الحياة اليومية للفلسطينيين، والتي عبرت عنها العديد من المبادرات الإبداعية، لتثبت مجدداً أن هناك دوماً فسحة للأمل بحياة أفضل تسودها الحرية والمساواة والسلام.
وإنعكاساً للمشهدين السابقين هناك سعيٌ دائم لتحقيق ثنائية المهام الفلسطينية المتلازمة، العمل الوطني من جهة والبناء التنموي من جهة أخرى.
يمثل تقرير التنمية البشرية الحالي محاولة لتشخيص مختلف معطيات الحالة الفلسطينية. ويعتبر هذا التشخيص مرحلة أولية لإقتراح نهج تكاملي حول آليات النهوض بالإنسان والمجتمع الفلسطيني، بما يعيد تمتين اللُّحمة الاجتماعية الفلسطينية، كأساس لتحقيق التحرك الفاعل والواعي بإتجاه تحقيق الأهداف الوطنية-التنموية الفلسطينية. ومن هنا يعالج التقرير، في أجزائه المعطيات المختلفة من منظورين:الأول منهما منظور شمولي للأوضاع الفلسطينية يوازن، في سياق التفاعلات والتحديات السياقية والداخلية المختلفة بين الموجود والمأمول والممكن. في حين يقدم المنظور الثاني تحليلاً لأهم العناصر المؤثرة على الإستقلال والتنمية.
Comment here